هو إحنا ليه عجبنا مسلسل “مرحبا دولة”.. وهل ده وقت التغيير؟

كتب: علي طارق
“مرحبا ريس شو أخبارك ماشي الحال كله تمام؟”.. أكيد الفترة اللي فاتت عدى عليك فيديو بإيفيه أو مشهد من مسلسل “مرحبا دولة” وخاصة من الحلقة الرابعة من الموسم التاني اللي كانوا بيتكلموا فيها مصري.. ممكن تكون ضحكت أو استسخفت أو مافهمتش.. أنا بصراحة الفضول خدني أروح أتفرج..
حلقة ورا التانية وراها التالتة لقيت نفسي خلصت أول موسم وأنا مستمتع وبضحك ضحك بقاله فترة ماطلعش قدام عمل فني عامة.. ورغم إني واجهت صعوبة شوية مع اللهجة اللبناني في الكلام بس مع الوقت لقيتني فاهم اللي بيتكلموا فيه ودخلت جوه الأحداث اللي بيناقشوها حتى لو أنا مش عايشها فعليًا
كلام مالوش حدود أو سقف.. أول حاجة لاحظتها في المسلسل إنهم بيتكلموا في كل حاجة.. بمعنى كل حاجة.. كل حاجة بتحصل في مجتمعهم وبتلمس معاهم كمواطنين.. بيعانوا منها او مرتاحين فيها أو بيحبوها أو بيكرهوها.. هما شايفين مجتمعهم ومحللينه كويس ومطلعين مواضيع فعلًا يناقشوها ويقولوا رأيهم فيها..
دمهم خفيف والله.. المناقشة اللي قولتها فوق دي مش معناها إن كان في تنظير في المسلسل أو حد بيبلعك الحكمة بالمعلقة.. مفيش أخ كبير بيقولك اعمل وماتعملش ولا حد بيزعقلك لما بتتصرف بشكل مش عاجبه.. لا هو بيقول رأيه عادي وممكن يطلعك مسرح أو يطلع نفسه عادي برضه.. إحنا بنهزر.. حتى لو دي الضحكة اللي بتبكي..
الناس دي مننا يا عم وشبهنا.. ومش بتكلم على الشكل.. لبنانيين برضه.. بس اللي أقصده إنهم جايبين حاجات بنشوفها وبنعيشها في يومنا عادي.. ولو أنا لبناني مثلًا هقدر أفهمها وأحس بيها بكل سهولة.. لا هي مشكلة بتحصل في أوروبا الغربية ولا قضية مستوردة وعليها علم أمريكا.. دي حاجات أنا أقدر أقابلها في الحارة عادي..
العشوائية دي لذيذة أوي.. بس صعبة أوي.. مش سهل تتطلع حاجة متماسكة بالشكل ده بالطريقة العشوائية دي.. عشوائية منظمة ومكتوبة حلو أوي.. سريعة زي حياتنا.. مافيهاش أفورة في العرض أو في تضخيم الأحداث أو الشخصيات بشكل مش موجود في الحياة العادية.. زي ما عندك زميل في الشغل دمه خفيف أو صاحب فهمه على قده أو انت مكتئب ومش طايق حياتك.. بدون أفورة..
الحلقات سريعة في أحداثها وكادراتها وكلامها.. سرعة تناسب الجمهور اللي هيتفرج عليها.. جمهور مش عايز يشوف مشهد في حلقة ويكمله الحلقة اللي بعدها.. جمهور بيشوف الأفلام ملخصة على تيك توك ورييلز الإنستاجرام.. وده فعلًا اللي خلاها تنتشر للجمهور الموجه له المحتوى ده بالشكل ده.. الجيل اللي محتاج يلاقي حاجة شبهه وبتعبر عنه.. بعيد عن القصص الأسطورية والأبطال اللي بيزعقوا كتير أو عايشين في قصور وكل مواضيعهم عن الخيانة والحب والبيزنس.. ليه إحنا لسه هناك؟
في الآخر.. شايف إن تجربة “مرحبا دولة” زيها زي تجارب شبابية كتير حصلت مؤخرًا منها مسلسل “بالطو” أو فيلم “سيكو سيكو”.. تجارب تحترم وتستحق الدعم والتطوير والاهتمام..
وللشباب المبدعين.. أكيد ميزانية المسلسل ده ماتجيش نص مسلسل رمضاني ما.. بس القوة في الفكرة.. ممكن تبقى حاسس إنك محتاج فرصة وده أكيد.. بس كمان محتاج تشتغل على أفكارك.. ماتبعدش عن مجتمعك ومشاكله.. وجدد على قد ما تقدر.. السوق جاهز ومحتاج يشوف حاجات فعلًا تعبر عنه وتكلمه.



