في عيد ميلاده.. ترشيحات للأديب الساخر إبراهيم عبد القادر المازني
كتب: عمر عزت
لو إنت من محبي السخرية والنقد الساخر والكتابة اللي مافيهاش تكلّف فا المازني من أبرز الكتاب اللي ممكن يقدملك النوع ده من الكتابة بكل سهولة ولكن هتلاقي المواضيع عميقة وفيها معلومات ووجهات نظر قوية ومفيدة.. المازني من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث لأنه عمل لنفسه مكان مميز وسط الكتاب وقتها وكمان اتعاون مع العقاد وعبد الرحمن شكري في تأسيس “مدرسة الديوان” اللي كان ليها دور كبير في تقديم مفاهيم أدبية ونقدية جديدة.
ترشيحات لبعض الكتب:
من النافذة
بكل بساطة الكاتب عايز يقول إن كل شخص فينا عنده وجهة نظر ورؤية معينة للأشياء.. وبيشبه حياتنا بالنافذة اللي بتبص منها على الحياة بشكل عام فابتشوف كل حاجة حسب وجهة نظرك وبتعتبر عن ده بيها.. ومافيش حد عبقري قد المازني ممكن يشرحلنا الحياة من نافذته بإبداع وسخرية سواء من عقله أو من قلبه
حصاد الهشيم
أهم مميزات الكتاب ده إنه تناول مواضيع مختلفة كتير ومتنوعة بشكل كبير فا بيتنقل المازني بين الأدباء الشرقيين والغربيين في وقتها ومنها للماضي بإنه بيتناول المتنبي وابن الرومي وكمان بيتناول التصوف وإشكاليات نقدية زي الحقيقة والمجاز في اللغة العربية.. من الأخر هي عصارة تفكير وتجارب كبيرة للمازني اللي قال في المقدمة إن الكتاب مقالات مختلفة في مواضيع مختلفة وفي أوقات متفاوتة وعصارة عقله وثمرة اطلاعه اللي شايفه واسع وأخيرًا قال إن عيب الكتاب هو الوضوح!
صندوق الدنيا
إنك تقدر تستهدف القارئ العادي والمثقف مع بعض دي مش حاجة سهل تعملها.. لكن المازني مميز كعادته بإنه قدر يعمل ده
“كنت أجلس إلى صندوق الدنيا وأنظر ما فيه، فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا، أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني أطفال الحياة الكبار، فأحط الدكة وأضع الصندوق على قوائمه، وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا”
بيتكلم في الكتاب كأنه قاعد على كرسي يتفرج على حياة الناس من بعيد ويحللها يشوف هي بتمشي إزاي وبيقدم ده بأسلوب مزج فيه بين النقد والحكمة والفكاهة
قصة حياة
بين الواقع والخيال بيقدملنا خلاصة مراحل حياته من الطفولة والشباب والشيخوخة.. مش مجرد سيرة ذاتية للمازني لكنها رؤية أكبر من كده شوية وهي تأملات عميقة في طبيعة حياة الإنسان والمجتمع اللي هو فيه وبيطرح شوية تساؤلات عن النجاح والفشل وقيم المجتمع والبحث عن الذات.. وكالعادة بأسلوبه المبدع الممزوج بالعمق والسخرية
إبراهيم الكاتب
هنا السيرة الذاتية اللي بتركز بشكل كبير على حياة المازني العاطفية.. بيحكي فيها عن تجاربه اللي بيهرب فيها من قصة حبه للممرضة بتاعته “ماري” لبنت خاله “شوشو” والصراعات اللي دماغه بتتسحل فيها.. وتعتبر من الروايات المميزة والمهمة في الأدب لأنه طبق فيها روح التجديد والابتكار اللي كان بيسعى ليها هو وأدباء جيله ومن أوائل الروايات اللي جمعت بين الرواية التقليدية والتأملات الفكرية والشخصية
رحلة إلى الحجاز
في نوع من أنواع الأدب اسمه “أدب الرحلات” لما حب يحافظ على النوع ده من الأدب نقل تجربته.. مش مجرد تجربة الرحلة بس ولكن عكس ثقافات للمكان اللي زاره بأسلوبه ورؤيته وده هيبان اختلافه في إن الثقافات في كل بلد بتختلف عن التانية وهنا هو خرج برا بلده ونقل تجربته بالشكل اللي قولنا عليه وبينقل الانطباعات اللي اتكونت عنده عن الغربة
سبيل الحياة
“عجيب هو سبيل الحياة! مَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يأتي الدنيا أو لا يأتي؟ ومَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يغادر الدنيا أو يبقى فيها؟ وبين هذه وتلك يوجد سبيل الإنسان في الزمان والمكان، فيُصَيَّرُ على أمورٍ ويُخَيَّرُ على أخرى؛ فمَنْ مِنَّا مثلًا يختار أمه وأباه وإخوته؟ ومَنْ مِنَّا يختار لغته التي ينطق بها، وشعبه ووطنه الذي ينتمي إليه، ودينه الذي يؤمن به؟ ولكن بالمقابل، مَنْ مِنَّا لا يملك أن يختار بين الخير والشر أو بين العدل والظلم؟ ومَنْ مِنَّا لا يُخَيَّر بين الكفاح والجد، واللعب والكسل؟”
من الكتب الفلسفية للمازني اللي قدر يطرح فيها أفكار حوالين المعاني الكبيرة في الحياة زي السعادة والألم والحب والموت
في النهاية سواء اختلفنا أو اتفقنا على شهرة المازني بين الأدباء ومقارنته بيهم.. إلا إننا لازم نتفق على إنه مش مجرد أديب أو كاتب عادي لكنه واحد من الرموز الكبيرة اللي ساهمت في تجديد الأدب العربي وإنه عمل روح جديدة بتمزج بين التفكير العميق والسخرية اللي في بعض الأحيان بتكون لاذعة أو قوية لكنها ذكية جدًا وكمان عنده أسلوب سلس وبسيط بيعبر بيه عن تجاربه الإنسانية وتأملاته في الحياة.. والأكيد إنه ساب بصمة مش هتتنسى في الأدب العربي!