سلسلة حكايات يومية عادية حكاية 17: مشيت على الأشواك.. اللي مطلعتش أشواك

من وأنا صغير والناس بتتنبأ ليا بمستقبل باهر.. معرفش كان إيه دليلهم على الكلام ده.. بس تقريبًا عشان كنت شاطر في المدرسة، أنا مكنتش شايف نفسي شاطر.. كنت شايف إني عادي، بقعد أذاكر علشان المفروض أذاكر وبخلص أروح المدرسة عشان “هروح فين يعني؟”

 

بس موضوع المستقبل الباهر فضل مكمل معايا لثانوي، وطبعًا المفاجأة الكبرى إني جبت مجموع عادي.. لا هو كبير ولا هو صغير.. ومجموعي جابلي تجارة إنجليزي.. وأنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي بعد “الجوستنج” هي “الأرقام”.. بس قولت “وماله حلوة”، قعدت هناك أول سنة في الجامعة واللي كانت طبعًا أحلى سنة في حياتي ولا بحضر محاضرات ولا بروح الجامعة عشان يعني “دي تجارة وسهلة”.. وهنا كانت المفاجأة.. سقطت ومش سقطت عادي.. أنا سقطت في كله إلا مادتين “ما شاء الله عليا”

 

وهنا كان ميعاد أول قرار في حياتي وهو إني مش هقول أصلًا إني سقطت وهقول إني عايز أحول من الكلية عشان مش عاجباني.. وبعد مناوشات وخناقات مع العيلة و”هتضيع سنة من عمرك” -اللي هي كده كده ضايعة بس محدش يعرف- استسلموا للأمر الواقع وروحت حقوق إنجليزي.

 

في حقوق كنت شاطر، وفضلت كده لحد أخر سنة لما قررت إني مش عايز أشتغل بيها، مع إني أنا اللي كنت اخترت المرة دي بمزاجي إني أدرسها بس حسيت أنه لا مش عايز.. وطبعًا نفس المناوشات تاني حصلت في العيلة بس أنا كنت واخد قراري.

طول سنين الكلية دي وبعدها بسنة كمان أو اتنين، كنت بفضل أقول “أنا حظي وحش” “لو كنت ذاكرت أكتر” “كان ممكن أخد قرارات أحسن من الأول”.. بس الحقيقة إن كل مرحلة وكل قرار خدته في ساعتها كان قرار صح من وجهة نظري في وقتها وعرفت إن مفيش سنين بتضيع غير لو فضلت بس مش عايز تعمل اللي انت عايزه.. وإن السنين اللي هتضيع بجد هي السنين اللي مش هتاخد فيها قرارك.. وإن طريقي مش مليان أشواك ولا حاجة.. هو مليان حياة وخبرات وحكاوي بتبسط بيها دلوقتي.

Related Articles

Back to top button