سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 27: ماما جابتلي حقي عشان أعرف أعيش!

هو موقف أو رد فعله هيعمله حد من أهلك في طفولتك بيعدي في لحظات.. بس ممكن يغير شكل حياتك كلها
اليوم ده.. كنت لسه في خمسة ابتدائي وخلصت امتحاناتي وروحنا النادي عشان ننزل “حمام السباحة” أنا وقرايبي احتفالًا بالإجازة.. وكان يومها حمام السباحة فاضي لأن لسه معظم الناس بتمتحن.. ابتدائي بس اللي خلصوا بدري.. تقريبًا حمام السباحة فاضي مافيهوش غير شباب شكلهم كبير شوية يمكن 18 أو 19 بس واقفين في الحتة الغريقة اللي أنا مش بقرب منها.. و أنا وقرايبي وحوالي تلاتة أربعة تانيين.. بعد شوية قرايبي طلعوا عشان ياكلوا وأنا ماكنتش جعانة لسه.. كنت جعانة إني أعوم وأبلبط بس ففضلت أعوم مع نفسي.. لحد ما فجأة وأنا بجرب أكتم نفسي تحت الميه وأشوف هقدر أستحمل قد إيه.. طلعت من تحت الميه لقيت جروب الشباب اللي قولت عليهم من شوية دول عاملين حواليا دايرة
قوتلهلم في إيه.. واحد منهم قالي إحنا عايزين نلعب معاكي
وهو مبتسم
حسيت إن في حاجة غلط بس مخ طفلة عندها 10 سنين
ماقدرش يترجمها
قالولي اسمك إيه وعندك كام سنة.. قولتلهم.. واحد منهم قال دي صغيرة أوي.. وقرر يمشي.. ومشي اتنين تانيين وراه.. واللي فضل بس اتنين ولسه فاكرة إسمهم مع إن عدى تقريبًا 20 سنة عاليوم ده “عمر” و”أحمد”
بدأوا يقربوا مني وبدأت ساعتها أحس بخطر وأحاول أعوم لحد السلم عشان أهرب منهم وفضلت أزعق وأصوت بس ماحدش سمعني.. في الآخر نجحت أوصل للسلم و”عمر” قالي خلاص خلاص مش هنعملك حاجة.. لكن “أحمد” لحق يلمسني وأنا طالعة عالسلم مع كلام مايتقالش لطفلة عندها 10 سنين.. زقيته وجريت وروحت لماما وحكيتلها.. ماما جريت جابتهم من قفاهم وطلعت بيهم على مدير أمن النادي.. اللي حاول يقولها بلاش شوشرة عشان البنت والكلام اللي لسه بيتقال لحد دلوقتي لكل بنت بتحاول تجيب حقها من متحرش.. لكن ماما أصرت إن أهلهم ييجوا وإن يتعمل محضر.. وحصل واتوقفت عضوياتهم من النادي.. اللحظة اللي ماما قالت فيها “هجيب حق بنتي” وجابته فعلًا لوحدها
دي اللحظة اللي بسببها.. أنا ماشية راسي مرفوعة ومش مكسورة لحد دلوقتي ويمكن لباقي عمري.. ولو كانت طنشت أو قالتلي معلش أو زعقتلي وجابت اللوم عليا أنا زي ما أمهات تانية بتعمل.. ماكنتش أعرف هبقى دلوقتي فين
في مقولة بتقول “المجروح من عائلته لا يشفى أبدًا” لو هقدر أزود عليها حاجة هقول و “المهزوم أو المكسور من عائلته لن ينتصر أبدًا”
الحكاية دي افتكرتها لما حد سألني.. إيه لحظة فارقة في طفولتك.. قولتلهم هحكيلكوا حكاية “لما ماما جابتلي حقي.. عشان أعرف أعيش!”