سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 30: جمعونا أغراب وفرقونا أحباب

*اتلفت لي* وقالي: “انت من أعز أصحابي يا أحمد”

وسكت شوية وسألني: “هو فعلا زميل الجيش ممكن يتحول لصديق العمر؟”

……..

آخر فترة في آخر سنة كلية دايما بنفكر بعد مانتخرج هنشتغل إيه وفين.. 

لكن بالنسبة للشباب زي حالاتي بيسبق كل الكلام ده مرحلة الجيش.

تخليص ورق.. شراء ضروريات الجيش.. مشاوير للتجنيد.. وهوبا سمعت سلاحك! مبروك انت خلاص هتترحل

في الوقت ده كنت مخضوض.. رغم إني كنت متحمس أوي اخوض تجربة الجيش.. بس زي أي إنسان كنت خايف من المجهول.

وفي ليلة باردة من ليالي أكتوبر  ودعت أهلي وطلبت دعوتين من أمي.. وحطيت آخر حاجة في الشنطة واتحركت على اسكندرية مكان جيشي

 

وبدأت مركز تدريب ودي الفترة الأصعب على المعظم اعتقد.. صعبة عشان روتين مختلف عن حياتي بره.. ناس مختلفة.. وتجربة جديدة تماما ده غير إحساس الغربة اللي حاصرني سواء معنويا عشان بعيد عن أهلي أو بسبب طول المسافات

 

عدت الأيام وفي تمرين من التمارين ماكنتش عارف اعمله لاقيت حد جنبي بصوت بيوشوشني وبيقولي الحركة الصح بتتعمل كده ومثلهالي.. وشكرته بعدها ووعدته اني هردله الجميل في تمرين تاني واتعرفنا على بعض..

 

وللي مايعرفش في الجيش خصوصا في مركز تدريب كلنا بنلبس نفس الأفرول (الزي العسكري) وبنحلق نفس الحلاقة وبناكل نفس الأكل والشمس بتخلينا لوننا واحد تقريبا كلنا زي بعض.. يعني مافيش أقنعة، الشخص يا بيحبك يا مش بيحبك

 

ومن ساعتها المحبة من غير مصالح كانت عنوان علاقة صداقتنا وقضينا مركز التدريب سوا.. نضحك.. نتريق على تمرينة غلط بنعملها ونخلي بالنا على بعض

 

وفي نهاية مركز التدريب جمعونا عشان كل واحد يتوزع على وحدته.. ساعتها ماتكلمناش.. لكن كل واحد كان بيدعي نتجمع في وحدة كويسة.. بس للأسف اتوزعنا وكل واحد راح مكان.

 

بس بعد أيام عسكري مشي من وحدتي والمفاجأة اللي هيبدله مين؟ بالظبط هو صديقي.. تقريبا أبواب السماء كانت مفتوحة وربنا استجاب لدعائنا

 

وكأن مقدر لعلاقة الصداقة دي تكمل.. قضينا فترة الجيش وعديناها سوا.. نفس مواعيد الخدمة.. الأكل والراحة في وقت واحد.. بنشيل بعض في التعب.. في الغلط نكمل ونصحح لبعض.. الأكل نقسمه حتى الأجازات كنا بننزلها سوا

 

وكأن مشاهد هنيدي وماجد الكدواني في فيلم عسكر في المعسكر بتتكرر بالمللي.. ومرة في آخر جيشنا كنا راجعين للقاهرة في القطر سوا.. ووسط ما كان صوت ضحكنا مسمع في العربية كلها.. قولتله:

– يلا يا عم حضر نفسك المحطة بتاعتك قربت

*اتلفت لي* وقالي: “انت من أعز أصحابي يا أحمد”

رديت: “انت كمان يابو حميد والله معزتك من معزة صحابي القريبين”

وسكت شوية وسألني: “هو فعلا زميل الجيش ممكن يتحول لصديق العمر؟”

قولتله: “طبعا.. انت شاهد على لحظات ضعفي وقوتي… والصحبة اللي اتكوّنت في عز الضيق بتعيش العمر كله”

وبابتسامته المعتادة قالي: “على رأي المثل جمعونا أغراب وفرقونا أحباب

.. ربنا يخليك ليا ياصاحبي”

Related Articles

Back to top button