بعد كود المجلس الأعلى للإعلام لتغطية أخبار الانتحار.. اعرف إزاي التغطية الإعلامية عامل خطر في الانتحار
كل فترة لما بينتشر خبر انتحار شخص بنلاحظ إن بتزيد أخبار وحالات الانتحار بعده بشكل ملحوظ وده بيخلينا نسأل هو فيه إيه؟ هل حالات الانتحار زادت أوي ولا وسائل الإعلام اللي بتتعمد تسلط الضوء على حالات الانتحار ولا أخبار الانتحار هي اللي بتزود الرغبة في الانتحار للأشخاص اللي بيعانوا من الأفكار الانتحارية؟
فيه بحث اتنشر على موقع “bmj” كان عمله دكتور اسمه “إس ستاك” في جامعة واين ستيت في أمريكا كان بيتكلم عن تأثير التغطية الإعلامية كعامل خطر في زيادة الانتحار وقال البحث ده إن طول الوقت التغطية الكبيرة لأخبار الانتحار في وسائل الإعلام قادرة على زيادة حالات الانتحار، فمثلا سنة 1774 تم حظر رواية اسمها “Goethe’s The Sorrows of Young Man Werther” لإن البطل كان بينتحر بسبب علاقة حب فاشلة، وفي بعض دول أوروبا زي إيطاليا ولايبزيغ وكوبنهاغن كانوا شايفين إن الرواية دي هي المسؤولة عن حالات الانتحار اللي كانت بتقلدها.
وفي السبعينيات بدأت تحقيقات واسعة وكبيرة في عمليات الانتحار المقلدة وكان أكبر انتحار هو انتحار مارلين مونرو، وفي وقت انتشار خبر انتحارها في أغسطس 1962 كان فيه 303 حالة انتحار إضافية ودي كانت زيادة بحوالي 12%، لكن عموما قصص الانتحار اللي بيتم نشرها بتزود حالات الانتحار في أمريكا بس بنسبة 2.51% في شهر واحد، ده غير إن فيه أبحاث كتير اتكلمت عن تأثير نشر أخبار الانتحار في العالم كله، وبعض الدراسات قالت إن زيادات حالات الانتحار بعد نشر قصة الانتحار دي حاجة مالهاش أي أساس من الصحة.
لكن دراسة دكتور “إس ستاك” قالت إن فيه دليل مباشر على تأثير وسائل الإعلام وبالرغم إن معظم الأدلة لحد دلوقتي غير مرضية وإن احتمال يبقى مافيش ربط بين وجود قصة انتحار وارتفاع معدل الانتحار لكن فيه أدلة مقنعة برضه على وجود تأثير تقليد مباشر فمثلا مع نشر كتاب “Final Exit” زادت حالات الانتحار بالاختناق في نيويورك بنسبة 313%، ده غير إنهم لقوا كتاب “Final Exit” في 27% من أماكن حوادث حالات الانتحار بالاختناق، وكان في دراسة في جامعة كندية اسمها “Quebec” قالت إن بعد حالة انتحار صحفي مشهور كان حوالي 14% على الأقل من حالات الانتحار مرتبطة بانتحاره لإنهم استخدموا نفس أسلوبه في الانتحار.
وتم تفسير تأثير وسائل الإعلام على الانتحار بإن أكيد فيه أشخاص بيكون عندهم مشاكل كبيرة في حياتهم زي الطلاق أو أمراض خطيرة أو مشاكل مادية فبيحلوها من خلال الانتحار وده عن طريق تقليد سلوك الأشخاص اللي في قصص الانتحار المنتشرة، والقصص اللي بينتشر تفاصيلها بيكون ليها تأثير أكبر وخصوصا لو كانت قصص لأشخاص مشاهير، وفيه تفسير تاني بيعتقد إن تفاصيل القصة مش هي السبب ولكن بيكون على أساس المشاكل الاجتماعية المنتشرة زي ارتفاع معدل البطالة أو زيادة حالات الطلاق وده بيخلي فيه ناس كتير على وشك الانتحار وبيتأثروا بسلوك بعض وبيقلدوه.
وبالتالي قرر المجلس الأعلى للإعلام النهاردة 20 سبتمبر 2021 مناقشة بنود كود جديد لتغطية حوادث الانتحار ومحاولاته، وقالوا إن الكود ده هيصدر خلال أسبوعين بعد استطلاع كل الآراء.
والكود هيتضمن البنود دي:
1- تغطية حوادث الانتحار لازم تكون في إطار تقديس واحترام الحق في الحياة والمحافظة على النفس البشرية.
2- عدم تغطية حوادث الانتحار ومحاولاته والنظر ليها على إنها حاجة طبيعية أو إيجابية، ولازم يكون محتوى رسالة التغطية الإعلامية إن الانتحار شئ سلبي ومرفوض عشان الناس تبطل تكرره.
3- عدم اتخاذ حوادث الانتحار وسيلة لزيادة المشاهدة أو التفاعل أو المبيعات، والهدف منها يبقى النشر أو التغطية الإعلامية ومنع المحاولات منها أو تقليلها.
4- عدم استخدام كلام فيه تمجيد أو إعجاب أو تبرير للحوادث دي عشان الجمهور مايتأثرش بيها، والحذر في صياغة العناوين والمانشيتات المتعلقة بيها.
5- منع وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من بث فيديوهات حوادث الانتحار ومحاولاته ولو لزم الأمر فالقواعد هي:
– لازم يتحط رسالة تحذيرية لتنبيه الجمهور للمحتوى الحساس.
– عدم التشغيل التلقائي للفيديوهات أو روابط التواصل الاجتماعي، والحصول على موافقة المتصفح قبل تشغيل المحتوى للتأكيد إن الجمهورعايزين يشوفوا المحتوى ده.
– عدم تكرار نشر الخبر من غير داعي.
– عدم تثبيت الخبر.
6- عدم إبراز حوادث الانتحار، وأولوياتها تبقى متأخرة في حالة المواقع الإلكترونية في ترتيب العرض أو مكان النشر.
7- في حالة وجود حوادث أو محاولات انتحار تبقى مناسبة لتحذير المجتمع من خطرها وأثرها السلبي على الفرد والأسرة.
8- تحري الدقة أكتر وقت تغطية حوادث الانتحار أو محاولاته بالنسبة للمشاهير والشخصيات المعروفة.
9- في نهاية كل تغطية كل حوادث أو محاولات الانتحار لازم يتم توضيح أماكن الدعم الطبي والنفسي والمجتمعي المتوفرة، وذكر وسائل الاتصال وخطوط المساعدة لمواجهة النوع ده من الأزمات.
10- مرعاة أسر أصحاب حالات الانتحار أو محاولاته من جرِّاء التغطية الصحفية أو الإعلامية والضرر النفسي الواقع عليهم ، والحفاظ على خصوصيتهم بعدم ذكر بيانات الشخص اللي اتعرض للحادثة أو عنوانه أو وسائل التواصل، ولازم يكون فيه إذن مسبق منهم قبل ما يتم نشر أي تعليق أو تصريح ليهم.