في ذكرى ميلاده.. محطات مهمة في حياة جبران خليل جبران
“أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت، تراني أمامك”
الكلمات دي اتكتبت على قبر الشاعر والفيلسوف والرسام “جبران خليل جبران”، اللي النهاردة تبقى ذكرى ميلاده، واللي اتعرف بإنه الشاعر “الأكثر مبيعا” بعد شكسبير ولاوزي.
جبران خليل ميخائيل سعد، اللي اتعرف بإسم “جبران خليل جبران”، اتولد في بلدة “بشرى” شمال لبنان سنة 1883 لعيلة فقيرة، أب راعي أغنام وأم بسيطة، وحتى مقدرش يروح المدرسة، وكان بيجيله كاهن القرية عشان يعلّمه الإنجيل والعربية والسريانية، ومن هنا ده فتحله الباب يقرأ في التاريخ والعلوم والآداب، وبسبب ضيق الحال سافر جبران وأسرته لأمريكا سنة 1895، وهنا بدأ فصل جديد في الحدوتة.
“بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق، فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم، ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى”.
بدأ جبران يتشهر في الأوساط الأدبية والفنية في بوسطن، بس عيلته كانت شايفة إن الشهرة بدري ممكن تعود عليه بالضرر، وإنه لازم يرجع لبنان عشان يكمل دراسته ويتقن اللغة العربية، وبالفعل رجع جبران لبنان واتعلم اللغة العربية ودخل مدرسة الحكمة، وفي يوم من الأيام، نظمت مدرسته مسابقة شعر وفاز بالمركز الأول عن قصيدة “الموت” اللي غنتها فيروز “أعطني الناي وغني”، وفيروز هي أكتر فنانة غنت أشعار جبران وقصايده.
بعد ما جبران خلص دراسته، رجع أمريكا، وهنا بتبدأ رحلة الفقد، مرض السل انتشر في عيلته، وبدأ واحد ورا التاني يموت، بدأت بموت أخته وبعد كده أخوه، واكتمل حزنه بوفاة أمه بمرض السرطان.
“ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه على أن ينشد أغنيةً مع القلوب الفرحة”.
والدة جبران سابت بصمات كبيرة وعميقة في شخصيته، قال عنها في كتابه “الأجنحة المتكسرة”: “إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة الأم، وأجمل مناداة هي يا أمي. كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل والحب والانعطاف وكل ما في القلب البشري من الرقة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدرا يسند إليه رأسه ويدا تباركه وعينا تحرسه”.
“إذا كنت لا ترى إلّا ما يُظهرهُ النور، ولا تسمع إلا ما تُعلنهُ الأصوات فأنت بالحقيقة لا ترى ولا تسمع”.
جبران درس الرسم كمان في أمريكا، ودرسه أكتر بعد كده لما سافر فرنسا، وبقى فنان شامل، شاعر وأديب ورسام وكمان فيلسوف، وبقى صاحب مدرسة أدبية خاصة ومختلفة عن كل المدارس الأدبية التانية، وبالرغم من إنه درس واتعلم وكبر واتأثر بالبيئة الإنجليزية، لكنه كان دايما بيكتب بروح شرقية عربية.
تعب جبران في أواخر أيامه ومات سنة 1931 في أمريكا، واتنقل جثمانه لقريته في “بشري” وأخته اشترت الدير اللي اتدفن فيه وعملتله متحف بيضم حاجته ولوحاته.
“أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيُدرك أحدنا الآخر”.