في يوم السمنة العالمي.. مراجعة لفيلم The Whale
كتب: عمر هشام
النهاردة 4 مارس اليوم العالمي للسمنة، وبالمناسبة دي قررنا نعمل ريفيو بسيط لفيلم جديد بيناقش السمنة من منظور مختلف وهو فيلم The Whale من إخراج Darren Aronofsky.
فيلم What’s eating Gilbert Grape ده واحد من الأفلام اللي ناقشت حالة الأشخاص مفرطي السمنة، والوزن الزائد، وهو نفس موضوع الفيلم المصري “إكس لارج” لأحمد حلمي، لكن فيلم The Whale بيدي للفكرة تعقيدات مختلفة.
بيبدأ احداث فيلم The Whale بـ “تشارلي” مُدرس اللغة الانجليزية اللي منعزل عن العالم، ومصاب بالسمنة المفرطة، وعنده اضطراب أكل شديد، وبيعاني من مرض فشل القلب الاحتقاني، وبيحتضر بسبب المرض ده، وبيحاول تشارلي في آواخر أيامه إنه يتواصل مع بنته المراهقة اللي سابها وهي عندها 8 سنين مع أمها، وبنعرف ليه سابها من أحداث الفيلم، وبيحاول يصلح علاقته بيها رغم إحساسه الدائم إنه السبب في أذية كل الناس اللي حواليه.
المخرج Darren Aronofsky بيصنع لنا عالم خاص مشابه لأفلامه التانية اللي بتقدر توصل رسالتها بقوة لكن في نفس الوقت بأقصى درجات القسوة والحزن. حوالي ساعتين -مدة الفيلم- من الألم والمعاناة والقسوة والإحساس بالعجز، واللي قدر الممثل Brendan Fraser إنه يعبر عنها بمنتهى الجمال والبراعة من خلال شخصية تشارلي.
تشارلي اللي بيدمر حياته بنفسه، بسبب إحساسه إنه السبب في أذية الناس اللي حواليه، وبنعرف مين الناس اللي حواليه دول، وليه هو حاسس إنه السبب في أذيتهم. تشارلي كمان ماكنش بيعاني من السمنة المفرطة بس، لكن بيعاني كمان من إحساسه الدائم والمستمر إنه شخص “مقرف” و”مقزز” و”مثير للشفقة”.. وده بيظهر في تكراره لنفس السؤال لأكتر من شخصية: “هل أنت شايفني شخص مقزز؟”
الفيلم كمان بيركز على حالة النبذ والوحدة اللي شارلي بيعاني منها، وخصوصا مع نكران بنته وجحودها، وتضحيته بفلوس علاجه أو صحته عشان يوفرلها هي الفلوس، ولأنه رافض أي تدخل ممكن يخليه يعيش، عناصر زي دي وعناصر تانية كتير بنشوفها طول الفيلم، نقلت تشارلي من مرحلة الخطيئة لمرحلة التضحية.
تجسيد معاناة تشارلي في الفيلم كانت مبهرة وقاسية جدا. الشخص اللي معرض يموت من أقل حاجة بيعملها، زي إنه ياكل أو يضحك أو يٌثار جنسيا أو يغضب أو يحاول يقوم من مكانه أو يمارس أي شكل من أشكال الحركة البسيطة.
الفيلم بتدور أحداثه كلها فى شقة تشارلي، وبيظهر فيها حوالي 5 شخصيات بس، وكل واحد فيهم عمل دوره كما يجب وأدائهم التمثيلي كان ممتاز، سواء كان “Hong Chau” أو “Sadie Sink” أو “Samantha Morton” اللي ماظهرتش غير في مشهد واحد بس طول الفيلم لكنه كان مشهد قوي وملحمي وقدمت فيه أداء تمثيلي مبهر، لكن الأداء التمثيلي لـ Brendan Fraser من أعظم وأقوى العناصر في الفيلم كله، وبشهادة كل اللي شافوا الفيلم.
كتابة الشخصيات الجانبية كان فيها شيء من السذاجة أو السطحية في الحوار والدوافع، وخصوصا في شخصية القس “توماس” التبشيري، اللي كان سبب وجوده هو إنه يخلق حالة مواجهة بين شخصيته وشخصية تشارلي، لكن بشكل فيه شيء من السطحية والوضوح.
رسالة الفيلم صريحة وصادقة وانسانية جدا ورغم الحزن والمعاناة والألم المتمكنين من أجواء الفيلم في كل ثانية لكن رسالته ملهمة وتحفيزية جدا، والمخرج -كعادته- بيقدر يوصل رسالته بشكل قاسي جدا لكن مبهر جدا.
الفيلم كمان قد يكون تقيل ومثير للجدل بسبب موضوعه وحواراته وإخراجه، والناس ممكن تنقسم بين معجبين جدا وبين غير معجبين خالص.
الفيلم اترشح لجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل. واترشح لجائزة أوسكار (أفضل ممثل، أفضل ممثلة مساعدة، أفضل مكياچ). واترشح لجائزة اختيار النقاد (أفضل ممثل، أفضل سيناريو مقتبس، أفضل مكياچ، أفضل ممثلة صاعدة) و فاز Brendan Fraser بجائزة أفضل ممثل.
شوفوا الفيلم وقولولنا رأيكم!