هو احنا ليه ساعات مبنبقاش نفسنا وشبه بعض؟

الفنان عبد الباسط حمودة لما غنى وقال “أنا مش عارفني.. أنا تهت مني.. أنا مش أنا” غالبًا كان بيعاني من الـ Normative Social Influence أو التأثير الاجتماعي المعياري.. ودي حاجة أغلبنا هتلاقينا مرينا بيها في وقت من الأوقات.

عشان الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وبيدور دايمًا إنه يكون من ضمن مجموعة.. فهو ساعات بيميل للتوافق أو التشبه بالمجموعة اللي حواليه.. وده ممكن يحصل أصلًا من غير ما ياخد باله.. زي مثلًا إن بعد وقت معين بتلاقي نفسك بتستخدم مصطلحات أو طريقة كلام المجموعة اللي حواليك بتقولها.. أو بتعمل أنشطة معينة لمجرد إنك تكون ضمن المجموعة دي.

في سنة 1950 قام عالم النفس سولومون آش بتجربة اتسمت بـ “تجربة آش للتوافق” أو “Asch Conformity Line Experiment” واللي فيها كان بيجيب شخص واحد ضمن مجموعة هو مختارها وبيسأل أسئلة واضحة زي مثلًا “أنهي خط من دول الأطول أو الأقصر” والمجموعة كلها كانت بتجاوب إجابة غلط عشان يشوف رد فعل الشخص اللي مايعرفش إنهم متفقين يجاوبوا غلط.. التجربة دي اتعملت 12 مرة ووقتها 75% من المشاركين جاوبوا مرة واحدة على الأقل بالإجابة الغلط اللي كان التانيين بيقولوها.

التجربة دي بينت قد إيه الإنسان ممكن يشكك في آرائه وإجاباته حتى لو كان متأكد منها بسبب ضغط اللي حواليه.. زي كده لما كنت بتغير الإجابة الصح في الإمتحان وتعملها الغلط عشان كل اللي معاك في اللجنة مختارين إجابة غير بتاعتك.

الموضوع ده مش هتلاقيه بس في الإجابات لكن بيكون ليه تأثير في كل جوانب حياتنا.. زي كده إنك تحب الماتشا وانت مش بتطيق طعمها بس عشان تبقى زي اللي حواليك أو تتكلم بطريقة معينة.

وده على قد ما ممكن يخليك تتواصل مع ناس أكتر بس ليه سلبيات برضه.. منها مثلًا فقدان الفردية وإننا بنكون نسخ كتير شبه بعض مش مميزين.. وأخذ قرارات بناءً على مطابقتها للمجموعة مش بناءً على المعطيات الحقيقية وإننا بنحس إننا مش حقيقيين وساعتها بنبقى زي عبد الباسط حمودة بالظبط لما بص في مرايته ماعرفش إيه حكايته.

في النهاية إننا نكون اجتماعيين دي حاجة حلوة.. بس نفضل بشخصيتنا الحقيقية ومانمثلش عشان نبقى شبه حد لأن كل واحد فينا مميز بطريقته. 

Related Articles

Back to top button