ليه الناس لما بتوصل بتبقى نسخة من اللي صعبوها عليهم؟

أغلب الناس مش بتحب المديرين بتوعهم، وأغلب الوقت برضه نفسهم يبقوا هم المديرين.. نفس نظرية إن أغلب الناس مابتحبش الأغنياء بس بيتمنوا طول الوقت يبقوا أغنياء.. وبيفضل الشخص يقول: “أنا لو في يوم من الأيام بقيت مدير، مستحيل أبقى زي مديري، وهبقى أحسن منه، ومش هعامل الموظفين اللي عندي زي ما هو بيعاملنا”.. وللأسف أغلب الظن إنه لما هيبقى مدير هيبقى زي مديره.. وحالات نادرة هي اللي ممكن تبقى مختلفة فعلا. 

طب هل فيه سبب إن الناس لما بتوصل بتبقى نسخة من اللي صعبوها عليهم قبل ما يوصلوا؟ هل الترقي في الوظيفة بيغيّر الشخص؟ وهل الشخص لما بيوصل فعلا ويبقى مدير بيبقى شخص اسوأ؟

 

حسب موقع ABC News، البروفيسور Dacher Keltner، عالم النفس الاجتماعي من جامعة كاليفورنيا، اتكلم مع آلاف من الناس عن السلطة، ودرسها لمدة 25 سنة. بيقول: “ممكن تاخد أي إنسان وتديله شوية سلطة/قوة وهيبدأ يبقى مجنون”. وقال كمان إن أصحاب السلطة بيكونوا أكتر عرضة للكذب والغش والتوعد، وإن دي “سلسلة لا نهاية لها من إساءة استخدام السلطة”.

بروفيسور Keltner كمان قال إن الناس لما بيبقى عندها سلطة بيبدأوا يفقدوا الشيء اللي وصلهم للمكان اللي هم فيه -العلاقات الاجتماعية والتعاطف. وبيسمي الظاهرة دي “مفارقة القوة Power Paradox”. بيقول إن الشخص بيبطل يتعاطف، وبيبطل يسمع، وبيبطل يتخيل اللي بيفكر فيه وبيحس بيه الناس التانية. “أنت لا تشعر بأنك تعتمد على الآخرين ، وفجأة تشعر أنك سيد الكون”.

 

حسب موقع Harvard Business Review، مفارقة القوة The Power Paradox بتتمثل في إن الناس بتكتسب سلوكيات في الشغل زي التعاون والانفتاح والمشاركة، لكن بمجرد ما بيحصلوا على مركز قوة أو سلطة، الصفات دي بتبدأ في الاختفاء، والأبحاث بتشير إن أصحاب السلطة بيكونوا أكثر عرضة إنهم يعملوا سلوكيات وقحة وأنانية وغير أخلاقية، وده بيخلق حالة من التوتر والقلق مع زمايلهم والموظفين اللي عندهم.

 

وفي دراسة اتنشرت في موقع LSE Business Review، قالوا إن الشعور بالقوة والتحكم بيخلق نوع من المسافة الاجتماعية مع الناس، وإن المديرين “أصحاب السلطة” بيحسوا إن الموظفين لازم يبذلوا مجهود أكبر لمحاولة إرضائهم، ولو ده ماحصلش، بيصنفوه على إنه “تقصير” أو “عيب”. نتائج الدراسة دي وضحت إن الشعور بالقوة والتحكم بيؤدي لوجود تفاعلات سلبية مع الآخرين في الشغل – سواء في كيفية تعاملهم مع الآخرين أو كيفية تعامل الآخرين معاهم.

 

“لا يكفي النجاح ؛ يجب أن يفشل الآخرون.” – جور فيدال

“It is not enough to succeed; others must fail.” — Gore Vidal

أحيانا المديرين أو أصحاب السلطة أو الشخص لما بيوصل بيكون شايف إنه تعب علشان يوصل للي هو فيه، وإن غيره لازم يتعب زيه وأكتر منه عشان يوصل، وإن طريقه للوصول ماكنش سهل، وبالتالي طريق الناس كلهم لازم يكون صعب ويعانوا عشان يوصلوا.

حسب موقع Psychology Today، وصف إحساس الناس بالسعادة في سوء حظ الآخرين، وده بينشأ كصراع بين تقييمنا الإيجابي لوضعنا والتقييم السلبي للشخص الآخر. الصراع اللي دايما موجود بسبب المقارنة والتنافس. وواحد من الأسباب الرئيسية لإحساس الناس بالسعادة في تعاسة الآخرين هو إن سوء حظ الناس ممكن يفيدنا بشكل ما، أو على الأقل يأكد تفوقنا. 

وفيه 3 خصائص بيساعدوا الشخص على الاحساس ده:

1- إحساس الشخص إن الشخص الآخر ده يستاهل التعاسة أو سوء الحظ اللي هو فيه.

2- إحساس الشخص إنه مش هو السبب في اللي بيحصل للشخص الآخر.

3- إحساس الشخص إن اللي بيتعرضله الشخص الآخر مش كارثة.. مش حوار يعني.

 

وأخيرا.. في موقع Harvard Business Review، البروفيسور Dacher Keltner، عالم النفس الاجتماعي من جامعة كاليفورنيا، قال إنه علشان المديرين وأصحاب السلطة يتجنبوا إنهم يبقوا النماذج السلبية دي محتاجين يشتغلوا على خطوتين.. الأولى، هي تطوير الوعي،الاهتمام بالمشاعر اللي بتظهر مع السلطة والقيادة والسيطرة عليها وعلى السلوك.

وتاني خطوة، هي محاولة ممارسة الأخلاق الـ 3 للإدارة الجيدة -التعاطف والامتنان والكرم- في التعاملات والاجتماعات والتواصل اليومي. 

Related Articles

Back to top button